
يتوقع أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن الجمعة لانجاز اتفاق-إطار يتيح للولايات المتحدة استغلال موارد بلاده الطبيعية. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الأربعاء أن على كييف أن “تنسى” الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأن مسؤولية تقديم ضمانات أمنية لها تقع على عاتق أوروبا وليس الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق المتوتر أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس التي كانت في واشنطن إلغاء اجتماع مع نظيرها الأميركي ماركو روبيو بسبب “مشاكل متعلقة بتحديد المواعيد” حسبما ذكر متحدث في بروكسل.
وخلال أسبوعين قام الرئيس الأميركي بتغيير موقف الولايات المتحدة من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وذهب إلى حد وصف زيلينسكي ب”الديكتاتور” مستعملا لغة الكرملين لتوصيف أسباب الغزو الروسي منذ شباط/فبراير 2022.
ويحاول الرئيس الأوكراني التهدئة قدر الإمكان نظرا لحيوية دعم واشنطن لكييف، بينما ما انفك يدعو إلى تحقيق “سلام دائم” في بلده الذي دمرته الحرب وأدت إلى مقتل آلاف الجنود والمدنيين.
ودارت في الأيام الماضية محادثات متوترة بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستغلال ثروات كييف المعدنية، مع استمرار الشكوك حول لقاء محتمل بين الرئيسين. وقال دونالد ترامب الأربعاء “سيأتي زيلينسكي الجمعة، تم تأكيد ذلك الآن”. وكان زيلينسكي اعلن الأربعاء خلال مؤتمر صحافي في كييف أن “هناك موعد عمل (…) الجمعة” لزيارة واشنطن.
ويفترض أن يتيح اجتماعه مع دونالد ترامب التوقيع على هذا الاتفاق الإطار تمهيدا لنص أكثر تفصيلا يريده الرئيس الأميركي تعويضا عن المساعدات العسكرية والمالية المدفوعة على مدى السنوات الثلاث الماضية. وأكد زيلينسكي تواجه نقاط شائكة بشأن الاتفاق، خاصة في ما يتعلق بمبلغ 500 مليار دولار من المساعدات الأميركية التي ذكرها ترامب.
تطالب أوكرانيا بشرط أساسي هو الضمانات الأمنية لردع روسيا عن أي غزو جديد بعد اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار. لكن دونالد ترامب كان في غاية الوضوح بشأن هذه النقطة، وقال إن “الناتو يمكنكم نسيان أمره”، مستبعدا مطلب أوكرانيا الانضمام إلى الحلف ومعتبرا أنه “على الأرجح هو السبب وراء بدء الأمر برمّته”. أما بالنسبة للضمانات العسكرية “سنطلب من أوروبا أن تفعل ذلك لأنها جارتهم، لكننا سنحرص على أن تسير الأمور على ما يرام”.
واقترحت فرنسا والمملكة المتحدة نشر آلاف الجنود في أوكرانيا لارساء السلام شرط أن تؤمن الولايات المتحدة “شبكة أمان”. في هذه المرحلة، يشمل نص اتفاقية المعادن إشارة إلى أمن أوكرانيا دون تقديم ضمانات ملموسة. على صعيد الدعم، قال زيلينسكي الأربعاء إنه يريد أن يسأل نظيره الأميركي عما إذا كان ينوي حقا “وقف” المسات المساعدات؟”.
تمكنت أوكرانيا من التصدي للقوات الروسية، الأفضل عتادا وعديدا، على مدى ثلاث سنوات بفضل صمود قواتها وسكانها ولكن أيضا بفضل الدعم العسكري والاقتصادي الغربي بقيادة الولايات المتحدة والذي أثار غضب موسكو. لكن منذ اتصاله بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في 12شباط/فبراير، قلب دونالد ترامب ميزان القوى وانحاز إلى الكرملين في ملف اوكرانيا.
ووعد الروس والأميركيون بمواصلة محادثاتهم الثنائية، وسيجتمع دبلوماسيون من البلدين الخميس في إسطنبول، بحسب موسكو. وفوجئ الأوروبيون والأوكرانيون بهذه التطورات التي لم تصب في مصلحتهم بعد استبعادهم من المحادثات.
ويسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان في واشنطن الاثنين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر المتوقع وصوله إلى العاصمة الأميركية الخميس، لإقناع ترامب بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق من أجل “سلام دائم” في أوكرانيا إلا بمشاركتهما ومشاركة السلطات الأوكرانية. وأشار زيلينسكي الأربعاء إلى أنه ينوي في طريق العودة من واشنطن، الأحد بحسب مصدر بريطاني، التوقف في لندن حيث “سألتقي أنا والأوروبيين مع كير ستارمر”.
بانتظار تقدم محتمل دبلوماسيا، قصفت القوات الروسية كما كل يوم منذ ثلاث سنوات، بلدات وقرى في أوكرانيا الأربعاء ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بحسب السلطات بينهم خمسة في منطقة دونيتسك (شرق) والصحافية الأوكرانية من وكالة الأنباء العامة “أوكرينفورم” تيتيانا كوليك.
وتعرض منزل الصحافية في منطقة بوتشا قرب كييف لقصف بمسيرة روسية ليل الثلاثاء الأربعاء وفقا لما ذكرته “أوكرينفورم”. وتم العثور على جثة أخرى في الموقع. من جهتها، أعلنت القوات الأوكرانية الأربعاء أنها أطلقت هجوما مضادا ناجحا قرب مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا التي تحاول القوات الروسية احتلالها، وفي محيط طريق سريع إلى مدينة دنيبرو في الوسط.